من هو «الغوريلا» الذي يؤثر على ترامب ويدفع باتجاه رد عسكري ضد إيران؟

مدة القراءة 6 دقيقة/دقائق

الحرية– متابعة: مها سلطان:

تحت العنوان أعلاه، كشفت صحيفة «بوليتيكو» الأميركية أن الجنرال مايكل إريك كوريلا، قائد القيادة المركزية الأميركية، هو صاحب التأثير الأكبر على الرئيس دونالد ترامب وقراره بخصوص الدخول المباشر في الحرب الإسرائيلية على إيران، وضرب مواقعها النووية.

وحسب تقرير للصحيفة فإن وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث منح كوريلا مستوى غير معتاد من الصلاحيات، وهو المعروف بمواقفه المتشددة ضد إيران. وتضيف بأن كوريلا الملقب بـ «الغوريلا» لعب دوراً كبيراً في التصعيد المتزايد بين إسرائيل وإيران، حيث أشار مسؤولون إلى أن جميع طلباته تقريباً تمت الموافقة عليها، بدءاً من إرسال المزيد من حاملات الطائرات ثم المقاتلات الحربية إلى المنطقة.

ونقلت بوليتيكو عن مسؤول دفاعي حالي وسابق، ودبلوماسي، وشخص مطلع على الديناميات، قوله: إن كوريلاً لعب دوراً هادئاً لكنه حاسم في تحديد الخطوات التالية للولايات المتحدة تجاه إيران.

ويبدو أن انصياع هيغسيث لكوريلا يُقوّض الصورة التي سعى هيغسيث لترسيخها كقائد قوي يصرّ على تقليص نفوذ الجنرالات ذوي الأربع نجوم وإعادة فرض السيطرة المدنية.

وقال المسؤول السابق للصحيفة: إذا بدا القادة العسكريون الكبار صارمين ومقاتلين، فإن هيغسيث يُقنَع بسهولة بوجهة نظرهم.

وأضاف إن كوريلا «كان بارعاً جداً في الحصول على ما يريده».

ويُعتبر كوريلا من قدامى المسؤولين العسكريين، وله علاقة وثيقة مع مايك والتز، مستشار الأمن القومي السابق والمُرشّح لمنصب سفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، ووفقًا لأحد المصادر، فقد حظي كوريلا بوقت لقاء مع ترامب يفوق ماحظي به معظم الجنرالات الآخرين، كما أن كوريلا على وشك إنهاء فترة قيادته للقيادة المركزية، ما يجعله أقل تردداً في الضغط على الرئيس.

وقد دافع كوريلا عن إرسال مزيد من الأسلحة الأمريكية إلى المنطقة، بما في ذلك أنظمة الدفاع الجوي، وهو موقف يتعارض مع موقف رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال دان كاين، ورئيس السياسات في البنتاغون إلبرج كولبي، اللذين شدد على وجوب الحذر من الإفراط في الالتزام العسكري في الشرق الأوسط.

ونقلت “بوليتيكو” عن الشخص المطّلع قوله: تحاول القيادة المركزية الاستحواذ على كل الموارد من المسارح الأخرى، مستخدة اختصار “CENTCOM” للدلالة على القيادة المركزية الأمريكية التي يقودها كوريلا وأضاف: هذا ما تفعله CENTCOM دائماً.

وقد أحالت القيادة المركزية الأسئلة إلى المتحدث باسم البنتاغون، شون بارنيل، الذي قال إن وزير الدفاع يستند إلى معارف وخبرات المسؤولين قبل اتخاذ القرار بشأن ما يوصي به للرئيس.

وصرح بارنيل بالقول: يعطي الوزير هيغسيث القادة العسكريين الميدانيين صلاحيات متساوية، من خلال تفويض القيادة والاستفادة من خبراتهم الواقعية.
وأردف: قادتنا الكبار يعملون بتنسيق كامل وسيتابعون العمل معاً لتنفيذ أجندة الرئيس ترامب للأمن القومي.

ونفى مسؤول دفاعي آخر الادعاء بأن كاين، أعلى مسؤول عسكري، يختلف مع كوريلا بشأن القرارات الكبرى.
وأوضح المسؤول للصحيفة قائلاً: لا يوجد أي خلاف بين كوريلا وكاين، مشيراً إلى أن كليهما يقدمان الخيارات للرئيس ترامب بشكل مشترك. وأكمل: العلاقة بينهما متماسكة للغاية.

ويتمتع كوريلا بنفوذ غير مسبوق مقارنةً بالإدارات السابقة، حيث كان من المعتاد أن يقيد وزراء الدفاع طلبات الجنرالات لضمان التوازن في توزيع القوات الأمريكية عالمياً. ولكن أحد المطلعين على الديناميات بين كوريلا وهيغسيث لفت إلى أنه لم يرَ هيغسيث يرفض أي طلب تقدم به كوريلا للحصول على مزيد من المعدات العسكرية.

وقد وجه البنتاغون هذا الأسبوع حاملة طائرات ثانية إلى الشرق الأوسط، بحسب مسؤولَين دفاعيَّين، بالإضافة إلى نشر مقاتلات F-22 وF-35 وF-16. وهذا يجعل الولايات المتحدة تملك حاملتي طائرات في المنطقة للمرة الثانية هذا العام، وهي خطوة نادرة، وتعني سحبها من منطقة المحيط الهادئ، في إشارة إلى أن الشرق الأوسط عاد ليكون أولوية للإدارة، رغم سعي قادة البنتاغون للتركيز على الصين.

وقال كوريلا، خلال شهادته في الكابيتول هيل الأسبوع الماضي، إنه أعدّ «مجموعة واسعة من الخيارات» للوزير هيغسيث والرئيس ترامب لمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية.

وقد دعم البيت الأبيض هذا الحشد العسكري في المنطقة، رغم أن بعض المسؤولين أشاروا إلى سهولة إقناع كوريلا لهم بضرورة الحصول على مزيد من الطائرات والسفن والدفاعات الجوية.

ويرى بعض المسؤولين السابقين أن نفوذ كوريلا يعود في الأساس إلى طبيعة منصبه كقائد لقيادة القتال في الشرق الأوسط في اللحظة الحرجة.

ورغم طبيعته الحادة أحياناً نال كوريلا، الذي يبتعد عن الإعلام ويملك خبرة ميدانية قتالية، إعجاب كبار المسؤولين. فقد حصل على وسام النجمة البرونزية لقيادته القوات الأمريكية في اشتباك عنيف عام 2005 في ذروة حرب العراق، رغم إصابته بثلاث رصاصات.

وجاء في تصريح مسؤول سابق: هو يملك الهيئة التي يبحث عنها هيغسيث وترامب في الجنرالات، وأكمل: إنه ضخم، ومفتول العضلات، وبالتالي هو يجسد صورة «الفتك» التي يريدونها.

وأكد مسؤولون شاركوا في النقاشات مع كوريلا بشأن الأصول العسكرية في المنطقة أنه بارع أيضاً في إقناع الآخرين بأهميتها.

وقال دان شابيرو، الذي شغل منصب أعلى مسؤول في شؤون الشرق الأوسط في البنتاغون حتى كانون الأول الماضي: إنه استراتيجي جداً ومقنع في ما يمكن أن تفعله القيادة المركزية إذا توفرت لها الموارد الكافية، متابعاً: كان هذا صحيحاً في عهد إدارة بايدن، وقد يكون أكثر صحة الآن.

جدير بالذكر أن المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت صرحت أمس الخميس، بأن ترامب لن يخشى استخدام القوة ضد إيران إذا دعت الحاجة إلى ذلك، على الرغم من تمسكه بالحلول الدبلوماسية.

وأوضح البيت الأبيض أن ترامب سيقرر خلال أسبوعين إذا ما كانت الولايات المتحدة ستوجه ضربة لإيران.

Leave a Comment
آخر الأخبار