عيد الميلاد المجيد في سوريا.. صلوات وأفراح تدعو للمحبة والسلام

مدة القراءة 5 دقيقة/دقائق

الحرية – متابعة:

احتفلت الطوائف المسيحية في سوريا اليوم بعيد الميلاد المجيد بإقامة القداديس والصلوات في الكنائس، والتضرع إلى الله بأن يعم الأمن والسلام أرجاء الوطن.

وفي كاتدرائية مار جرجس للسريان الأرثوذكس بدمشق، أقيم قداس ترأسه قداسة البطريرك مار أغناطيوس أفرام الثاني بطريرك أنطاكية وسائر المشرق، الرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم، وعاون البطريرك في القداس المطارنة: مار يعقوب باباوي النائب البطريركي لشؤون الرهبان وإدارة إكليريكية مار أفرام السرياني اللاهوتية، ومار يوسف بالي المعاون البطريركي، ومار أندراوس بحي النائب البطريركي لشؤون الشباب والتنشئة المسيحية، إلى جانب لفيف من الكهنة وجوقة مار أفرام السرياني البطريركية.

وألقى البطريرك أفرام الثاني عظة العيد التي تحدث فيها عن المعاني السامية لميلاد المسيح رسول المحبة والسلام، مهنئاً الشعب السوري بعيد الميلاد المجيد، ومؤكداً على عراقة سوريا وغناها الحضاري والتاريخي، مشيراً إلى أن الشعب السوري المتأصل الذي عاش على هذه الأرض آلاف السنين يحمل روح المحبة والتسامح، ودعا في ظل بهجة العيد إلى المبادرة بالعطاء الأخوي، مؤكداً أن العطية قد تكون كلمة جيدة صالحة، ابتسامة لطيفة، أو تشجيعاً للآخرين، كما وصف عيد الميلاد بأنه “عيد كرامة الإنسان”، وختم بالصلاة من أجل جميع أبناء سوريا بكل طوائفها ومكوناتها، ومن أجل كل من يحمل مسؤولية في البلاد لكي يقوم بواجبه تجاه الشعب ويعمل على رفع شأن أبنائه، موجهاً تهانيه لأبناء الكنيسة السريانية الأرثوذكسية المنتشرين في العالم.

من جهة أخرى، ترأس القس بطرس زاعور رئيس السينودس الإنجيلي في سوريا ولبنان قداساً دينياً بمناسبة العيد في الكنيسة الإنجيلية المشيخية الوطنية بدمشق، أكد خلاله ضرورة انتصار البر والصلاح والرحمة، معرباً عن إيمانه ببناء الوطن وتحقيق الأمل والحياة الجديدة.

كما أقيمت الصلوات والقداديس في كنائس دمشق برئاسة البطاركة والمطارنة ورؤساء الكنائس، وشهدت حضوراً واسعاً للمصلين وتبادلاً للتهاني، ترافق مع عروض كشفية جابت شوارع دمشق القديمة.

وفي حمص، احتفلت الطوائف المسيحية بعيد الميلاد المجيد، حيث أقيمت الصلوات والقداديس في الكنائس بحضور المصلين الذين ابتهلوا إلى الله أن يعمّ السلام والازدهار البلاد، وأجرى محافظ حمص عبد الرحمن الأعمى ومدير الشؤون السياسية عبيدة أرناؤوط جولة على عدد من الكنائس في المدينة قدّما خلالها التهاني للمسيحيين بمناسبة الأعياد المجيدة، وفي كنيسة السيدة العذراء “أم الزنار” بحي الحميدية، ترأس المطران مارتيموثاوس متى الخوري قداس عيد الميلاد بمشاركة عدد من الآباء الكهنة، فيما أدّت جوقة المطرانية الترانيم والصلوات، وركّز المطران في عظته على المعاني السامية للمناسبة، داعياً إلى تعزيز المحبة والألفة بين جميع السوريين، ومعرباً عن الأمل بازدهار سوريا وارتقائها إلى مستويات أرقى مع بداية صفحة جديدة من الحرية والكرامة.

كما شهدت كنيسة الأربعين شهيداً في حي بستان الديوان طقوس عيد الميلاد بحضور عدد كبير من المصلين، حيث ترأس القداس المطران غريغوريوس الخوري متروبوليت حمص للروم الأرثوذكس، بمرافقة الآباء الكهنة وجوقة الكنيسة.

وأكد المطران في عظته أهمية الاحتفال بعيد الميلاد رغم صعوبات الحياة، مشدداً على أن ميلاد السيد المسيح يرمز إلى النور الذي يجدد الأمل ويبدد غبار التحديات.

وعبّر المحتفلون عن فرحتهم بعيد الميلاد هذا العام الذي يتزامن مع النصر والتحرير، حيث أعرب أيمن برشين عن أمله بأن يعمّ السلام سوريا الجديدة، فيما تمنّت لين مقصود الفرح لبلدها، ودعت نضال شماس بالخير للسوريين جميعاً، في حين هنّأت الطفلة كاترينا مخول أطفال سوريا متمنية أن يملأ الفرح قلوبهم، وبالمناسبة، شهدت كنائس حمص إقبالاً كبيراً من المحتفلين القادمين من مختلف المدن السورية، في مدينة تمتلك تاريخاً دينياً عريقاً وتحتضن واحدة من أقدم الكنائس في العالم، كنيسة أم الزنار.

وفي اللاذقية، أحيت المحافظة عيد الميلاد المجيد في أجواء مليئة بالفرح والمحبة، حيث تزينت الشوارع والكنائس بالزينة والأنوار، وشارك الأهالي بالاحتفالات التي جرت وسط أجواء من التآخي والسلام. ووجه المطران جاورجيوس خوام راعي أبرشية اللاذقية وطرطوس للروم الكاثوليك رسالة تهنئة بمناسبة الميلاد المجيد إلى جميع السوريين في الداخل والخارج، داعياً إلى تعزيز الوحدة الوطنية والتعاون بين أبناء الشعب لإعادة بناء الوطن ومستقبل مشرق للأجيال القادمة، فيما أوضح الدكتور فياض الملوحي مسؤول كشاف كنيسة سيدة البشارة أن الاحتفال بالميلاد هو بشارة سلام للعالم، كما عبّر عدد من المواطنين عن أمنياتهم بأن يعمّ السلام ربوع سوريا، ويساهم جميع السوريين بإعادة إعمار ما دمرته سنوات الحرب.

ويُعد إحياء ذكرى ميلاد المسيح عليه السلام من أهم الأعياد الدينية لدى الطوائف المسيحية، حيث تتجدد معه معاني المحبة والسلام والرجاء، وقيم التآخي والتسامح بين الناس، والدعوات إلى نشر الخير ومساعدة المحتاجين.

Leave a Comment
آخر الأخبار