تثقيل الدعم العربي.. سوريا تشارك في اجتماع وزاري لمجلس التعاون الخليجي نهاية الأسبوع ‏

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية – مها سلطان:

خبر لم يتم تداوله على نطاق واسع، لكنه مهم بالنسبة لنا في سوريا. الخبر الذي أوردته جريدة ‌‏«الشرق الأوسط» السعودية، قبل يومين، مفاده أن سوريا ستشارك في اجتماع لمجلس التعاون ‏الخليجي على مستوى وزراء الخارجية، وذلك إلى جانب مصر والمغرب والأردن. الاجتماع ‏مقرر نهاية الأسبوع الجاري، في مكة المكرمة، أي بعد يومين من القمة العربية الطارئة التي ‏تستضيفها الثلاثاء المقبل العاصمة المصرية القاهرة، وتم توجيه دعوة لوزير الخارجية السوري ‏أسعد الشيباني. ‏
وحسب «الشرق الأوسط» فإن اجتماع مكة المكرمة «ستهيمن على أعماله التطورات الإقليمية، ‏والأوضاع في قطاع غزة، وكذلك التطورات السياسية في سوريا»، وقالت الأمانة العامة ‏لمجلس التعاون الخليجي: «سيتم عقد اجتماعات وزارية مشتركة بين وزراء الخارجية الخليجيين ‏ونظرائهم في كل من سوريا ومصر والمغرب والأردن».‏
من البدهي هنا الربط بين اجتماع مكة المكرمة والقمة العربية الطارئة، والتساؤل ما إذا كان ‏استكمالاً لها لناحية بحث تفاصيل المتفق عليه في القمة، خصوصاً إذا كان المتفق عليه يتعلق ‏بإعمار غزة، ومساره وأطرافه وتقاطعاته.. الخ، أو ما إذا كان الاجتماع نوعاً من التحضير ‏المسبق لاجتماع عربي أضيق وأكثر تحديداً في حال لم تخرج القمة باتفاق كامل. وللتوضيح، ‏نحن نفترض جميع الاحتمالات، وليس بالضرورة أن تكون صحيحة، ولكن نقدمها من باب ‏التحليل والتوقع، ومن باب الاهتمام والتركيز خصوصاً أن سوريا حاضرة.‏
ولأن سوريا حاضرة فإن الاجتماع يكتسب أهمية مضاعفة بالنسبة لنا كسوريين، هذه هي المرة ‏الأولى التي تكون فيها سوريا حاضرة في اجتماع لمجلس التعاون الخليجي، جرت العادة أن ‏تكون مصر حاضرة أو الأردن، أو كليهما (والمغرب في السنوات الأخيرة)، وهذا أمر مبشر ‏لناحية تثقيل الدعم العربي لسوريا في مواجهة التحديات، خصوصاً الاعتداءات الإسرائيلية التي ‏تتوسع وتتصاعد. ‏
وكانت السعودية ودول الخليج نددت بالاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية، وأعربت ‏عن إدانتها واستنكارها لها ولمحاولات إسرائيل زعزعة أمن سوريا واستقرارها في انتهاكات ‏متكررة للاتفاقيات والقوانين الدولية ذات الصلة، مشددة على ضرورة نهوض المجتمع الدولي ‏بمسؤولياته تجاه هذه الاعتداءات التي تزعزع الأمن والاستقرار في المنطقة.‏
هذا التضامن الخليجي مع سوريا سيكون حاضراً في اجتماع مكة المكرمة وسيكتسب أهمية ‏مضاعفة مع حضور مصر والأردن والمغرب، وعليه فإن التفاؤل يتسع باتجاه تنسيق عملي ‏أكبر لمواجهة الاعتداءات الإسرائيلية ولتكون القيادة السورية الجديدة قادرة على بناء الدولة ‏وتحقيق الأمن والاستقرار.‏
وإذا كان التركيز سيكون على بحث التطورات السياسية، فإن المأمول للسوريين أن يترافق مع ‏بحث التطورات الاقتصادية، وكيفية مساعدة سوريا على النهوض واستعادة الاقتصاد ليكون ‏داعماً للاستقرار السياسي، فكلاهما لا ينفصل عن الآخر، خصوصاً أن سوريا تسعى لتثبيت ‏خطوات الاستقرار السياسي، وتالياً الاستقرار الأمني، وبما يخلق بيئة جاذبة للمستثمرين ‏والاستثمارات، وبقدر ما يتعزز الاحتضان العربي لسوريا بقدر ما يتعزز الاستقرار السياسي ‏والأمني، وصولاً إلى الاقتصادي.. هذا عدا عن تأثير ذلك بصورة حاسمة على جهود رفع ‏العقوبات، إذ يمكن اعتبار الاحتضان العربي بمنزلة ضامن عربي وركن أساس في توسيع ‏خطوات رفع العقوبات، نحو استكمالها أوروبياً، ثم الانتقال إلى العقوبات الأميركية، وهي ‏الأساس في عملية النهوض الاقتصادي. ‏
وكانت السعودية الوجهة الأولى للسيد الرئيس أحمد الشرع، حيث زارها في 2 شباط الماضي، ‏وأجرى مباحثات مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وكبار المسؤولين السعوديين ‏حول المستجدات على الساحة السورية والخطط الموضوعة لتثبيت الأمن والاستقرار، وآفاق ‏العلاقات بين دمشق والعواصم العربية والجهود المبذولة لرفع العقوبات.‏

Leave a Comment
آخر الأخبار