الحرية – عمار الصبح :
شهدت الأسواق انخفاضاً في الطلب على السلع الغذائية مع انتصاف الشهر الفضيل بعد أن شهدت زخماً في بدايته، بموازاة التوجه إلى مطارح استهلاكية أخرى.
وفيما لا تزال الأسواق في محافظة درعا تشهد ازدحاماً نسبياً، فإنه لا يقارن مع ذلك الذي كانت تشهده الأسواق في بداية الشهر، ذلك أن اقتناء المواد الغذائية لتجهيز المائدة الرمضانية لم يعد بالمستوى الذي ساد في البداية، إذ تراجع مؤشر الشراء، وبات ضمن الحدود الدنيا وبكميات قليلة «كل يوم بيومه».
ووفقاً لعدد من تجار المواد الغذائية في مدينة درعا، فإن السوق استقرت وبدأت تعود إلى طبيعتها تدريجياً مع انتصاف شهر الصوم، وهي حالة طبيعية على حد قولهم، إذ يتراجع زخم تسوق المواد الغذائية وشراء كميات أكثر من الحاجة، الأمر الذي ينعكس على حجم الازدحام والأسعار وتوافر السلع في الأسواق، وبالتالي انخفاض أسعار بعضها بشكل نسبي نتيجة انخفاض الطلب وزيادة العرض.
وأشار ماجد بديوي تاجر مواد غذائية إلى أن النمط الاستهلاكي في شهر رمضان يتبدل مع مرور الأيام، ففي بداية الشهر تكون ثمة زيادة في تسوق المواد الغذائية والخضار وغيرها والتي لا تلبث أن تستقر، نظراً لأن الأسر قامت بشراء لوازم رمضان خلال الأيام الأولى من الشهر، لتبدأ موجة تسوق أخرى، وخصوصاً على الألبسة والأحذية والحلويات وغيرها.
وقدّر التاجر حجم انخفاض الطلب على المواد الغذائية بين 20 و40%، معرباً عن اعتقاده أن يبقى الطلب على المواد الغذائية والرمضانية ضمن نفس الوتيرة حتى نهاية الشهر الفضيل.
وبالتوازي، شهدت أسواق الخضار الشعبية في المحافظة وفرة في المعروض من المنتجات التي شهدت ارتفاعاً نسبياً في أسعارها هذا الموسم، فيما تراجع حجم الطلب عليها (الخضار) مع مرور أيام الشهر الفضيل مقارنة مع ما كان سائداً في بدايته، فيما لا تزال الأسواق تنتظر وصول الخضار الباكورية كالكوسا والفاصولياء، التي على ما يبدو تأخرت بفعل موجات البرد والصقيع التي ضربت المنطقة أواخر الشهر الماضي، ما أدى إلى تضرر مساحات كبيرة.
وبالانتقال إلى أسواق اللحوم والفروج والفواكه، فلا جديد يذكر في سياق تغير استهلاكها، فالإقبال على شراء هذه المواد لا يزال خجولاً كما بدأ مع أول الشهر، وذلك بالرغم من انخفاض أسعار اللحوم هذا الموسم بنسبة تجاوزت 50%، وحسب تأكيد الكثيرين، فإن ضعف القدرة الشرائية وقلة السيولة حالا دون حدوث مزيد من الاستهلاك، وعليه فقد ظلت اللحوم مجرد ضيف شرف على الموائد الرمضانية.
وساهمت المبادرات التي أطلقتها الجمعيات الخيرية وبإشراف وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في سد جانب من احتياجات الأسر الفقيرة خلال الشهر الفضيل، حيث أطلقت هذه الجمعيات برامج مساعدات تشمل توزيع سلل غذائية ومبالغ مالية على الأسر المستحقة.
وذكر رئيس مجلس إدارة جمعية البر والخدمات الاجتماعية في درعا المهندس قاسم المسالمة، أن المبادرات التي أطلقتها الجمعية تشمل توزيع سلة رمضانية ومبالغ مالية للأسر المسجلين في الجمعية، وهم من الأسر الأشد فقراً، فيما يجري التحضير لتوزيع «كسوة» العيد للأطفال اليتامى قبيل حلول عيد الفطر.