ترامب يعقد ثالث اجتماع بغرفة العمليات.. هل يفعلها ويضرب «فوردو» الإيرانية؟

مدة القراءة 7 دقيقة/دقائق

الحرية ـ سامر اللمع:
في اليوم السابع للحرب بين «إسرائيل» وإيران، يترقب العالم أجمع قرار الرئيس الأميركي فيما إذا ‏كانت بلاده ستشارك إلى جانب إسرائيل في هذه الحرب أم لا، إذ من المفترض أن يعقد ترامب اليوم ‏الخميس اجتماعاً ثالثاً في غرفة العمليات لبحث الأمر مع مستشاريه وفق ما أفادت وسائل إعلام عربية ‏وأجنبية.‏
حيث سيتلقى الرئيس الأميركي إحاطة استخباراتية أخرى من فريق مستشاريه في غرفة العمليات حول ‏الخيارات والمخاطر أيضاً.‏
ويأتي ذلك في ظل تطورات عديدة أهمها فيما يبدو عدم قدرة «إسرائيل» على تحقيق نتائج حاسمة في ‏إنهاء القدرات النووية لإيران وأهمها منشأة «فوردو» النووية، الواقعة في عمق جبال إيران قرب مدينة ‏قُم، والتي تحولت إلى واحدة من أبرز رموز التوتر المتصاعد بين طهران وتل أبيب، وأصبحت اليوم في ‏صلب القرارات المصيرية التي تواجهها الولايات المتحدة وسط الحرب المتفجرة بين الجانبين.‏
فالنتائج الأولية للضربات الإسرائيلية كشفت عن مفارقة تتمثل في تعزيز الموقف الاستراتيجي لإسرائيل، ‏وفي الوقت نفسه التشكيك في قدرتها على الاستقلال عن الدعم الأمريكي على الصعيد العسكري.‏
وإذا كان نجاح الحملة العسكرية الإسرائيلية الحالية يتوقف إما على إجبار إيران على الاستسلام من خلال ‏التدمير المنهجي لقدراتها العسكرية والنووية، أو على تهيئة الظروف لحل دبلوماسي يمنعها من مواصلة ‏برنامجها النووي، فإن العمل العسكري الإسرائيلي وحده لا يبدو كافياً لتحقيق أي من النتيجتين دون ‏انخراط أمريكي مباشر في الحرب.‏

ـ تفاصيل الهجوم الأمريكي المحتمل

في هذا السياق كشفت شبكة «أي بي سي نيوز» عن معلومات جديدة تتعلق بطبيعة الهجوم الأميركي ‏المحتمل على منشأة «فوردو» النووية في إيران.‏
ونقلت عن مصدر مطلع قوله إن الهجوم الأميركي المحتمل على المنشأة لن يكون بضربة واحدة بل بعدة ‏هجمات.‏
وأضاف المصدر أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يفكر بضرب منشأة «فوردو» وهناك استعدادات ‏لذلك.‏
من جانبه، قال موقع «أكسيوس» نقلاً عن مسؤولين أميركيين، إن ترامب طالب بمعرفة مدى نجاح ‏خطة الهجوم على «فوردو» باستخدام القنابل العملاقة الخارقة للتحصينات المعروفة باسم ‏GBU-57‌‏)).‏
وأوضح الموقع أن ترامب يريد التأكد من أن الهجوم على إيران ضروري ولن يجر الولايات المتحدة إلى ‏حرب طويلة الأمد.‏
ولا تمتلك إسرائيل هذه القنابل ولا القاذفة الأمريكية الشبحية من طراز«‏B2‌‏» اللازمة لإسقاطها، وهو ما ‏يدفع مسؤولين إسرائيليين حاليين وسابقين إلى حث واشنطن على التدخل العسكري المباشر.‏

ـ مخاوف من المشاركة الأمريكية

المشاركة الأمريكية في التدخل لصالح إسرائيل لضرب منشأة “فوردو” النووية تبدو محفوفة بالمخاوف ‏من تبعات رفض بعض القواعد الشعبية المؤيدة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إذ كشف احتمال ‏توجيه ضربة أميركية ضد إيران عن انقسامات بين صفوف المؤيدين الذين أوصلوا الرئيس ترامب إلى ‏السلطة، ويحثه بعضهم على عدم الزج بالبلاد في حرب جديدة في الشرق الأوسط.‏
ووجد بعض أبرز حلفاء ترامب من الجمهوريين أنفسهم في موقف غير عادي بالاختلاف مع رئيس ‏يشاركهم إلى حد كبير سياسة وطنية تدعو لتجنب الدخول في صراعات مع دول أخرى.‏
وحث اللفتنانت ستيف بانون، وهو واحد من الأصوات المؤثرة في تحالف “أميركا أولا”، أمس الأربعاء، ‏على توخي الحذر بشأن انضمام الجيش الأميركي إلى “إسرائيل” في محاولة تدمير البرنامج النووي ‏الإيراني في غياب اتفاق دبلوماسي.‏
وقال بانون للصحفيين في فعالية برعاية مؤسسة كريستيان ساينس مونيتور في واشنطن «لا يمكننا أن ‏نفعل ذلك مرة أخرى… سنمزق البلاد. يجب ألا نكرر تجربة العراق».‏
ويراقب المناهضون للتدخل العسكري من الحزب الجمهوري بقلق تحول ترامب سريعاً من السعي إلى ‏تسوية دبلوماسية سلمية مع إيران إلى احتمال دعم الولايات المتحدة للحملة العسكرية الإسرائيلية، بما في ‏ذلك استخدام القنبلة «الخارقة للتحصينات» والتي تزن 30 ألف رطل.‏
وتُظهر هذه الانتقادات المعارضة التي قد يواجهها ترامب من جناح «لنجعل أميركا عظيمة مجدداً» ‏اليميني في حال تورطه في القتال، وهي خطوة حذرت إيران من أنها ستكون لها عواقب وخيمة على ‏الأميركيين دون أن تحدد ماهية هذه العواقب.‏

ـ رأي الكونغرس

في قلب الاستشارات التي يجريها الرئيس الأمريكي, دونالد ترامب, يبرز موقف بعض النواب ‏الأمريكيين من التدخل في الحرب الايرانية الإسرائيلية، حيث قدّم السيناتور تيم كين ديمقراطي عن ‏فرجينيا، والسيناتور بيرني ساندرز «مستقل عن فيرمونت»، يوم الإثنين الماضي، مشروعي قانون في ‏مجلس الشيوخ لمنع إدارة ترامب من استخدام الأموال الفيدرالية لشنّ هجوم عسكري على إيران دون ‏موافقة الكونغرس. ‏
كما أعلن عدد من أعضاء الكونغرس الأمريكي التقدّميين، الثلاثاء، أنهم سيدعمون تشريعاً يُجبر الرئيس ‏دونالد ترامب على الحصول على إذن من المجلس قبل شنّ حرب ضد إيران.‏
فقد قدّم النائبان توماس ماسي «جمهوري عن كنتاكي» ورو خانا «ديمقراطي عن كاليفورنيا»، مشروع ‏قانون يؤكد المتطلبات القانونية بموجب “قرار سلطات الحرب لعام 1973″، والذي يُلزم الرئيس بإبلاغ ‏الكونغرس خلال 48 ساعة من إرسال القوات لأعمال قتالية، ويحدد مدة العمليات بستين يومًا، مع فترة ‏انسحاب مدتها 30 يومًا، ما لم يصدر الكونغرس إعلان حرب أو تفويضًا باستخدام القوة العسكرية.‏
ورحبت جماعة “ديمقراطيون من أجل العدالة”، وهي لجنة سياسية تقدّمية، بالمشروع قائلة: “ها هي ‏فرصة للتعاون بين الحزبين لا تضرّ بمصلحة الشعب الأمريكي. على كل عضو في الكونغرس أن ‏يعارض انخراط الولايات المتحدة – سواء عبر التمويل أو الأسلحة أو الجنود – في حرب جديدة لا نهاية ‏لها في الشرق الأوسط”، وفقا لتقرير نشرته صحيفة “كومن دريمز”.‏

ـ استطلاعات الرأي .. ماذا تقول؟

كشف استطلاع أجرته مجلة ‏The Economist‏ بالتعاون مع ‏YouGov، ونُشر أول أمس, الثلاثاء، أن ‌‏16% فقط من الناخبين يرون أنه ينبغي على الولايات المتحدة التدخل في النزاع بين “إسرائيل” وإيران. ‏ومن بين هؤلاء، لم يؤيد الفكرة سوى 10% من المصوّتين لنائبة الرئيس السابقة كامالا هاريس العام ‏الماضي، و19% من مصوّتي ترامب عام 2024، و15% من الديمقراطيين، و11% من المستقلين، ‏و23% من الجمهوريين.‏
وأظهر استطلاع آخر أجرته مجموعة ‏Bullfinch‏ بتكليف من “‏Demand Progress‏”، أن 53% من ‏الناخبين المسجّلين – بمن فيهم 58% من الديمقراطيين، و47% من المستقلين، و56% من ‏الجمهوريين – يرون أن على ترامب الحصول على تفويض من الكونغرس قبل شنّ ضربات ضد دول ‏أجنبية.‏
وفي ظل هذه المعطيات, يرى مراقبون ومحللون أنه إذا قرر ترامب الدخول في الصراع العسكري ‏سيكون هذا انحرافاً حاداً عن حذره المعتاد بشأن التورط في النزاعات الخارجية. ويمكن أن يؤثر ذلك على ‏حملته لتعزيز العلاقات الجيدة مع الخليج، ويصرف انتباهه عن جهوده للتفاوض على إنهاء الحرب في ‏أوكرانيا وعقد اتفاقات تجارية مع دول العالم.‏
ويبقى السؤال: هل يقدم ترامب على المشاركة  في هذه الحرب لصالح “إسرائيل” أم يرجح منطق ‏التفاوض والدبلوماسية؟ .. وهنا الأمر مرهون بتطورات الميدان في مواجهات عالية من قبل طرفي ‏النزاع.‏

Leave a Comment
آخر الأخبار